رسالة..اعمى!!

قصه قصيره بقلم:

محمد ممدوح..



أبى العزيز:

لم يكن لى من بعد الله غيرك فلم يعد لى من بعدك غير الله...........
اكتب
اليك بعد ان ضاقت بى السبل ,اكتب وأعلم علم اليقين انك تشعر بآلامى وحاجتى
اليك,اكتب وأعلم ان روحك الطاهره تطوف من حولى لتبث فى جنبات صدرى الامل
الذى افتقدته من بعدك,اكتب اليك لاحيطك علما بما آلت اليه حالتى من
بعدك,لم اشعر فى حياتك يوما بانى اقل من ان اعيش فى هذه الدنيا التى لا
تعترف الا بالاصحاء ولم اشعر بالعجز الا من بعدك...........

كنت نور حياتى فلم اشعر بانطفاء نور عينى الا بعد انطفاء شمعة
حياتك ..........

عشت
من بعدك كالغريب فى وطنى فلم تمتد يدا لمساعدتى,وبعد رحيلك بشهور بل ربما
بايام نسى الناس ان لك ابنا يحتاج لمن ياخذ بيده حتى لايتعثر فى طريقه,ولا
تدرك يا ابى قدر معاناتى من اجل الخروج لاحضار ما اتقوت به ولطالما تعثرت
فى سلمنا المتآكل ولكم عدت مهموما مدحورا دون ان احصل على ما اتبلغ
به,وكأن ما من احد يرانى وما من
يد تستطيع مساعدتى ..........


ووسط
كل ذلك الضباب ظهرت بارقه امل فى الافق البعيد اضائت حياتى واخرجتنى من
احزانى وتستطيع ان تقل باختصار اعادتنى الى الحياه,وتجسدت فى شكل فتاه
اشفقت على عندما راتنى لاول مره حين كنت على وشك دق عنقى بعد ان سقطت وانا
فى طريقى لاحضار الطعام ,فساعدتنى على النهوض واعادتنى الى شقتى واخذت
تضمد جراحى واصبحت بعد ذلك تداوم احضار الطعام لى وتنظيف شقتى واصطحابى
الى المكتبه القريبه من البيت وتنتظرنى لتعود بى .......


أحسست
كاننى طفلها واننى لا استطيع الحياه بدونها ويا ليتها لم تظهر فى حياتى
فقد جاءت بعد ان كنت قد اوشكت على التعود على حياه الوحده فملكت على لبى
واستاثرت فؤادى بعد ان اولتنى اهتمامها ورعايتها ,مما جعلنى اتخذ القرار
الذى ما زلت اندم عليه حتى الان وساظل اندم عليه طوال عمرى وذلك لانى
وبسذاجه شديده اعتبرت ان لى الحق فى الزواج..........

وبعد الكثير من التردد قررت ان اصارحها بحبى واطلب منها الزواج......


وبعد ان ذهلت ودهشت وما الى ذلك بسبب جرأتى بل ووقاحتى ردت بكل سخريه بعد ان اطلقت ضحكه مازال صداها فى اذنى حتى الآنجزاك الله خيرااتجوزك انت انا غلطانه انى بعطف عليك ,يا حبيبى انا باصه لفوق اوى وانت بصراحه ما بتشوفش تحت رجليك)
وخرجت بعد ان طعنتنى بجرح غائر لن تداويه السنين.........


لن انسى يا ابى ان اخبرك ان فتاتى قد تزوجت بالفعل هل تدرى ممن تزوجت؟
من
صاحب المكتبة الثرى التى كانت تصطحبنى اليها كل يوم وتنتظرنى بالساعات
فكنت كلما اشفقت عليها من طول الانتظار سألتها الرحيل فتلح فى طلب
الانتهاء من هذا الكتاب او ذاك الذى بين يدى فيزداد حبها فى
قلبى...........


اضحك يا ابى اضحك فى اعماقك او فى اكمامك او
ابكى على ما آلت اليه حال ابنك الاعمى الذى بخل عليه الناس حتى من حقه فى
ان يكون ...انسان....

يسلموا ع الطرح الراائع