الإنسان يولد بعدد ثابت من الخلايا الدهنية ألا أن كل خلية لديها ما يعرف بالخلية البنوتية
أو ال(Daughter Cell) هذه الخلايا الصغيرة أوالبنوتية هي في الواقع خلايا احتياطية, إذا أنها تبقي في حالة سكون ولا تتحفز لتخزين الدهون إلا بعد أن يتجاوز حجم الخلية الأصلية أو الخلية الأم 150 % من حجمها المفترض.



ويحدث
ذلك خلال الفترة ما بين الولادة حتي سن المراهقة فإذا تجاوز الإنسان مرحلة
الطفولة والمراهقة بغير زيادة كبيرة في الوزن تستلزم تنشيط الخلايا
البنوتية فهي لن تتحفز لتخزين الدهون لاحقا.


من الشرح السابق يصبح لدينا نوعان من السمنة: السمنة الحجمية والسمنة العددية
السمنة الحجمية: وهي الناتجة عن زيادة في حجم الخلايا الدهنية الأصلية
السمنة العددية:هي ناتجة عن تضاعف عدد الخلايا الدهنية في الجسم.



السمنة
الحجمية لا تعتبر خطيرة لان الخلية التي اكتسبت الدهون قادرة علي أن
تفقدها وفقا للميكانيكية ذاتها ألا أن الخطورة الحقيقة تكمن في تحول السمنة
الحجمية إلي سمنة عددية بسبب تحفيز الخلايا الدهنية البنوتية علي تخزين
الدهون, لان تلك الأخيرة عندما تتكون فلا سبيل للتخلص منها ألا عن طريق
استئصالها جراحيا ولا تفلح معها الاسايب المعروفة للتخلص من السمنة.
وهذا
يعني أن مشكلة السمنة تبدأ منذ الطفولة في حال تمت تغذية الطفل بشكل خاطئ
حتي وصل إلي مرحلة المراهقة بكميات كبيرة من الدهون عملت علي مضاعفة عدد
خلاياه الدهنية

تفوت استجابة مناطق الجسم لخفض الوزن

إن الخلية الدهنية تحتوي علي مستقبلات وظيفتها استقبال هرمون (ليبيز)
وإدخاله إلي الخلية وان هذا الهرمون هو المسئول عن حرق وتكسير الدهون
الموجودة في الخلية وتحويلها إلي غيلسرين يخرج إلي الدم ويتحول إلي طاقة
يستهلكها الجسم.
إلا أن هناك نوعين من الخلية الدهنية:

احدهما تسمي (الفا2) والثاني يسمي (بيتا1) وفي حين يتميز المستقبل الأول باستجابته لهرمون تكسير الدهون,فان المستقبل الثاني لا يستجيب إلي الهرمون.

وبالتالي
تبقي الدهون حبيسة الخلايا الدهنية وبالرجوع إلي مناطق توزيع الخلايا
الدهنية يسهل تفسير عدم استجابة مناطق محددة من الجسم مثل منطقة الردفين
إلي محاولات خفض الوزن سواء بالرجيم أو الرياضة
في حين تستجيب مناطق أخري مثل الخصر وأسفل البطن بشكل واضح.

حيث تحتوي الخلايا الدهنية في منطقة الردفين علي مستقبلات من نوع (بيتا1) في حين تحتوي الخلايا الدهنية في منطقتي الخصر وأسفل البطن علي مستقبلات (الفا2)


العامل الوراثي:
صحيح
أن العلماء اكتشفوا مؤخرا أن هناك جينا وراثيا يسبب السمنة لكن هذا الجين
لا يتسبب بمفرده في حدوث السمنة فهو لا يعمل إلا في حال توافر الأسباب
المعروفة المؤدية إلي سمنة لذا فانه من غير المنطقي إلقاء مسؤولية حدوث
السمنة علي الجينات.

في المجمل اعتقد إن السمنة تتعلق بالسلوك الغذائي أولا وأخيرا والتغلب عليها يكمن في الموازنة بين الغذاء الذي يتناوله
الإنسان
وبين ما يحرقه الجسم من طاقة فإذا اختلت هذه المعادلة سواء بالإفراط في
تناول الطعام أم بسبب الكسل وقلة الحركة فان الجسم سيتعمد إلي تحويل الفائض
من الغذاء إلي دهون يحتفظ بها.

شكرااااااااااااا على الموضوع الرائع