في زمان غير زماننا
وربما
في مكان غير مكاننا
كانت الحيوانات و النباتات تتكلم
وفي ذلك الزمان
وقعت قصة غريبة
وحسب ما جاء في الحكاية
أن عصفوراً أحب وردةً بيضاء
فقرر أن يصارحها بحبه و أن يخبرها بمشاعره
ولكنها كانت تصده و ترفض سماع ما يقول
ومع ذالك لم يمل و لم ييئس
فواصل المحاولة
وذات يوم
قالت الوردة للعصفور تعال اليوم سوف أستمع لحديثك
فرح العصفور
واقترب من الوردة البيضاء
وصارحها بمشاعره النبيلة والصادقة
استمعت الوردة لحديث العصفور بغرور و تعالي
كانت تريد أن تتسلى بالعصفور ولم تكن تعني ما قالت
وعندما أنها العصفور حديثه
نظرت الوردة إلى العصفور باستهتار
وقالت أنا لا أحبك
و واصلت استهتارها بمشاعره
وقالت عندما أصبح وردة حمراء سوف أحبك
صعق العصفور من رد الوردة فعجز عن الكلام
ولكن
دموعه تحدثت عندما سالت
ابتعدت الوردة البيضاء عن العصفور وهي تضحك
غير مبالية بدموع العصفور ولا بمشاعره الصادقة قبل ذلك
وظل العصفور في مكانه ولم يستطع الحراك
كانت الدهشة تعقد لسانه وتشل حركته
وفي تلك الأثناء أنقطع أحساس العصفور بمن حوله
فلم يعد يشعر إلا بالكلمات الأخيرة للوردة البيضاء وهي تتردد في أذنيه
عندما أصبح وردة حمراء سوف أحبك
أصبح وردة حمراء سوف أحبك وردة حمراء سوف أحبك
حمراء سوف أحبك
سوف أحبك
أحبك
وفجأة
أنطلق العصفور بسرعة عاليه
و هو يحلق عاليا في السماء
حتى إذا ما رتفع
أنحرف راجعاً إلى الأرض مسرعاً
وهو يتجه إلى شجيرة الأشواك
وعندما أقترب من شجيرة الأشواك
ارتمى في داخلها وهو ينتفض
غير مبالٍ بالأشواك اللتي كانت تخترق جسده الصغير وتمزقه
وبعد برهة من الزمن
خرج العصفور من شجيرة الأشواك
وهو ينزف
وطار بصعوبة
كل هذا كان يحدث على مرأى و مسمع من الوردة البيضاء
طار العصفور رغم الألم والجراح
طار وهو ينزف
حتى إذا ما أصبح فوق الوردة البيضاء
أخذ يحوم حولها
ودمه يتساقط فوق أوراقها البيضاء و الناعمة
كانت الوردة تشاهد وتشعر بما يفعل العصفور
ولكنها لم تستطع أن تتكلم أو أن تتحرك
ظلت واقفة في مكانها
تشاهد لونها الأبيض الناصع وهو ينقلب للأحمر القاني
وفجأة
وقع العصفور أمام الوردة
ونظر لها مبتسماً وهو يحتضر
وقال الآن أصبحتي وردة حمراء فهل تحبينني
حينها فقط
أدركت الوردة كم أحبها العصفور
ولكن
بعد فوات الأوان