صلوا على النبي، هكذا بدأت جدتي
الحاجة أم غزال
الحديث حينما سألتها ببراءة الأطفال"لماذا سمي جدي الكبير "عبادة"
لماذا لم تسميه أمه "علاء الدين" أو "سيف الدين" أو حتى "ميكي ماوس"، فقد كانت تراودني حينها أمنية..
أن يكون إسمي
رشا ميكي ماوس أو رشا علاء الدين "حتى يظن رفاقي فى المدرسة أنني أمتلك "المصباح السحري"
ضحكت الجدة ،وأخذت تروي لي القصة "بعد الصلاة والسلام على الحبيب النبي مسك الختام
قالت "ان الحاجة الكبيرة أم جدي الأمور الكبير"عبادة"
جاءها "طلق الولادة" وهي تصلي على السجادة ،تؤدي الفريضة وتقيم العبادة ولذلك سمو جدي "عبادة" تيمنا بالحدث الحادث
وأخبرتني أيضا أنها أصرت على تسمية أول مولودة لها بإسم "غزال" حتى ينادونها "أم غزال "
وطبعا أم الغزال ،لابد وانت تكون "غزالة" والغزالة فى بلدنا لفظ يطلق على "صاحبات القوام الغزلاني" وكما يغني المطرب المشهور
"ياغزال يا غزال
ده العشق حلال
دوبتني دوب خلتني خيال
وصراحة لم أنس أبدا تلك القصة ،ومن وقتها وانا أردد لقب عائلتي بإنتشاء وسعادة
حتى إنتقلت الى المدرسة الثانوية
ووجدت بفصلي من الزميلات العديد من الألقاب العجيبة التي إسترعت إنتباهي
كلقب"العبيط" والخربوش" والسقعان " والأطرش"و عصوص "وزحلف" وعائلة الطفحان "والندمان و"المستخبي"!كنت حينها "أقبل يدي "وش وظهر" وأنا أترحم على جدي واقول الحمد لله أنهم لم يسموه.."نسناس" أو أراجوز" أو المنبوذ "أو المهزوز"
وبرغم هذا اللبث العجيب الذي كان يحدث دوما بآخر كل سنة دراسية، ومناداة أسماء الناجحيين والناجحات على مرأى ومسمع "التلاميذ والتلميذات"
فكان دوما ما "ينشك المنادي "فى لسانه ويضيف نقطة زيادة "لعبادة "فتصبح الباء "ياء" وينطقها "رشا عيادة"وخذوا عندكم كم "التريقة" والسخرية التى كنت أسمعها من الشامتين والشامتات و"الساقطيين والساقطات"
على سبيل المثال لاالحصر:-
هيا الحلوة جدها كان تمرجي؟
"والجميل لما نحب نسلم عليه ، لازم ندفع تمن الكشف الأول"
ويا ترى تخصص الأخت ايه؟ نفسية ولا نسا وولادة؟
وهكذا على هذا المنوال على مدار ثلاث سنوات "ثانوية عامة"
وأذكر جيدا ان إحدى زميلاتي من عائلة"العبيط""قد فاض بها الكيل وقررت عدم إكمال مشوارها التعليمي بعد أن نالت من "العبط" ما يفوق لقب عائلتها على يد التلاميذ والتلميذات والمدرسيين والمدرسات..
فقد كان يكفي أن تناديها المعلمة "فتحية العبيط" لسؤالها عن "الواجب المدرسي" حتى ينخرط الفصل كله فى نوبة ضحك هستيري لا تنتهي إلا ببكاء"فتحية" ووهي تدعو على جدها "الله يسامحك يا جدي"
وأخري كان إسم جدها "عبده "
وأصر أهلها على تسميتها بإسم
"فيفي" لأن أبوها كانت عيونه "زايغة" ويعشق فن الفنانة العالمة العلامة
"فيفي عبدة" هشك بشك" وإضطرت زميلتي لإكمال تعليمها الجامعي "منازل" بعد أن أنهكتها طلبات الزميلات لها بالحفلات وأعياد الميلاد والمناسبات وحفلات"الفصل الخاصة" فى الحصص التى يتغيب فيها "المدرس"
وأذكر ان زوج أختي رقم "3""الثالثة"
أصر على تسمية مولودته الأولى على إسم جدته الكبيرة "فتكات خورشيد باشا"
فقد كانت المدعوة من أصول تركية "نال أبوها البشوية"
وحينما "فاقت" أختي الشريرة من بنج "الولادة"
بدأت فى الصراخ وهى تتأوة وتنادي على خالي العمدة
(تعالى يا خالي إلحقني، لازم منه تطلقني) وفرشت لزوجها"الملاية وأطلقت قاموس الردح "العبايدي" المشهور الذي يبدأ عادة "بنعم يا حيلتها وينتهي بقرار من أختي أنها "لو أصر زوجها على ما ينويه
"فستضع الطفلة تحت عجلات قطار "لتصبح فتات خير من أن يناديها الناس بــ
"أم فتكات"
وأصرت أختى حينها أن تسميها .
.. "شاكيناز" طبعا لم أتمالك حينها أعصابي
فلطمت وجهي وصرخت "يا لهوووي يا إندهاشي"
اى شاكي واى ناز
وطفلتك تلك المفعوصة السوداء ،الصلعاء تكاد تشبة
"انبوبة الغاز"فقد كانت المولودة نسخة طبق الأصل من
"كوندليزا رايز ""
انا عارفه بتجيبوا الأسامي دى من أى داهية؟"
ال ايه "جينا و"روجينا و"باكينام و"كنزي و"ماهيتاب "
مالها "عائشة و"اسماء و"فاطمه و"رقية و"مودة و"رحمة و"وفاء"
حينها إستيقظت خالتي الصغيرة "الناعمة" حيث ثبت انها طوال الخناقة كانت نائمة!
وقالت (خلاص يا ولاد سموها "رشا"، عشان ربنا ينفخ فى صورتها ويغير من سواد بشرتها ، ولما تكبر تطلع "قمر 14 زى خالتها)وطبعا "أختكم القصيرة "اللى هيا انا يعني" إتنفشت" معنوياتها وامسكت بصاجاتها وأخذت ترقص على" سبعة ونص "وتهتف وتقول "بص شوف خالتي بتعمل ايه"
ورغم هذا إعترضت أختي الكبيرة رقم"1" "البكرية"
والتي أسماها أبي على إسم جارتهم القديمة"المفترية"!
قالت "هوة احنا ناقصيين عاهات ،فى العيلة كفاية علينا رشا واحدة بلا خيبة تقيلة"
وبالنهاية وبعد إحضار المساعدة ،تم تسمية المولودة الجديدة
"ندا"على إسم الممرضة التى قامت مشكورة بفض النزاع على أحسن صورة وأحضرت لجوز أختي "ليمونادة" ولأختي "الوالدة" ورك فرخة زيادة"
وعلى ذكر إختيار الأسماء
أذكر أن أبي "الأمور" حينما بدأ فى إستيعاب صدمته الخامسة على التوالي "بوضع زوجتة لأنثى جديدة" ومولودة فى ظروف غير سعيدة
بعد أن ظل طوال تسعة أشهر يمني نفسه أنه سيصبح أخيرا
"أبو محمود" وكان فى" الرايحة والجاية "يأخذ الحاجة أمي وهى حامل "يفسحها" بالعربية وعلى أنغام "الكالكسات " يظل يردد الهتافات
"بيب بيب محمود، مجد العائلة سوف يعود"ولكن يا حرام"نئبه طلع على شونه" وأمي كتمت حسرتها بعد أن اكتشفت نوع المولود ونظرت لي بإذراء وانا داخل "اللفة"رغم انه يقال بأنني كنت "كبيرة الحجم "وكنت قمر، ودمي خفة"
الا ان هذا لم يكفها حتى تغير "التكشيرة" وتضحك ضحكة كبيرة
فأضطر أبي "أبو الزووء" أن يحضر لها آخر شريط كاسيت نزل السوق لمطربها المفضل حينها"محمد ثروت"وهو يغنى ويقول
"حبيبة بابا رشا ، أمورة بابا رشا"
(وكانت رشا ولا زالت حبيبة بابا لكن أمورة دي إكتشفت أنها كانت إشاعة تشبه إشاعة الحمل الكاذب )ههههه
وكبرت رشا ولأن "المنحوس منحوس حتى لو كان إسمه رشا"
فقد كانت والدتي تغضب"وتنتابها حالة "غير مفرفشة" حينما كان يناديها أحد بــ
"أم رشا" فقد أخبرتها جارة شريرة
....أن معنى إسم رشا "هو المعزة"العنزة" الصغيرة"
وبالتالي إن كانت رشا معزة صغيرة فأمها ستكون بالطبع ...... كبيرة!؟
طيب بذمتكم أنا ذنبي إيه هوة انا اللى إخترت الإسم"
سؤال وبصراحة"هل أنتم راضون عن أسمائكم وألقابكم"؟؟
تقعدوا بالعافية "تحياتي