عدد المساهمات : 754 نقاط : 2180 نوع المتصفح : النشاط : السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 01/01/1977 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 العمر : 47 الموقع : www.myhear-t.com good
موضوع: الدين النصيحة الأربعاء أغسطس 18, 2010 2:28 pm
الدين النصيحة من الخطب المنبرية: للعلامة ابن عثيمين إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (1) . صلى الله عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا. أما بعد؛ أيها الناس! اتقوا الله تعالى، واعلموا أن النصيحة هي أساس الدين وقوامه، قال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: «الدين النصيحة»، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (2) ، فمتى نصح العبد هذه الأمور فقد استكمل الدين، ومن قصّر في نصيحة شيء منها فقد نقص دينه بحسب ما قصر فيه. أما النصيحة لله: فهي الإخلاص له، وصدق القصد في طلب مرضاته، بأن يكون الإنسان عبداً لله حقيقة، راضياً بقضائه، قانعاً بعطائه، ممتثلاً لأوامره، مجتنباً لنواهيه، مخلصاً له في ذلك كله، لا يقصد به رياء ولا سمعة. وأما النصيحة لكتاب الله: فهي تلاوته وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وتصديق أخباره، والذب عنه، وحمايته من تحريف المبطلين وزيغ الملحدين، واعتقاد أنه كلام الله رب العالمين، تكلم به وألقاه على جبريل فنزل به على قلب النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -. وأما النصيحة لرسوله: فهي محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، ونصرته حيًّا وميتاً، وتقديم قوله. وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فهو صدق الولاء لهم، وإرشادهم لما فيه خير الأمة في دينها ودنياها، ومساعدتهم في إقامة ذلك، والسمع والطاعة لأوامرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، فاءن امروا بمعصية لا نطيعهم فيها ولكن تبقى الطاعة بالمعروف لقوله عليه الصلاة والسلام انما الطاعة بالمعروف واعتقاد أنهم أئمة متبوعون لما أمروا به، لأن ضد ذلك هو الغش والعناد لأوامرهم والتفرق والفوضى التي لا نهاية لها، لأنه لو جاز لكل واحد أن يركب رأسه وأن يعتز برأيه ويعتقد أنه هو المسدد للصواب لزم من ذلك الفوضى والتفرق والتشتت، ولذلك جاءت النصوص القرآنية والسنة النبوية بالأمر بطاعة ولاة الأمر؛ لأن ذلك من النصيحة لهم؛ التي بها تمام الدين، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59]، وقال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: «السمع والطاعة على المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية» (3) وقال: «ومن خلع يداً من الطاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له» (4) ، وقال: «اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي» (5) ، وقال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: «بايعنا رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلَّا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان» (6) . وأما النصيحة لعامة المسلمين: فهي أن تحب لهم ما تحب لنفسك، وأن تفتح لهم أبواب الخير، وتحثهم عليها، وتغلق دونهم أبواب الشر وتحذرهم منها، وأن تبادل المؤمنين المودة والإخاء، وأن تنشر محاسنهم، وتستر مساوئهم، وتنصر مظلومهم وظالمهم = تنصر ظالمهم تمنعه من الظلم، وتنصر مظلومهم بدفع الظلم عنه. فمتى قام المجتمع على هذه الأسس: النصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم؛ عاش عيشة راضية حميدة، ومات ميتة حق سعيدة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 102 - 103]. منقول